السلام عليكم
ذم الهوي
جاء في أدب الدنيا والدين لأبي الحسن البصري ان الهوي يصد عن الخير ومضاد للعقل لأنه ينتج من الأخلاق قبائحها ويظهر من الأفعال فضائحها ويجعل ستر المرؤة مهتوكا ومدخل الشر مسلوكا.
قال ابن عباس رضي الله عنهما
**الهوي اله يعبد من دون الله**
ثم تلا قوله تعالي:
((أفرأيتم من اتخذ الهه هواه))
وقال عكرمة في قوله تعالي:
((ولكنكم فتنتم أنفسكم))
يعني بالشهوات
((وتربصتم))
يعني بالتوبة
((وارتبتم))
يعني في أمر الله
((وغرتكم الأماني))
يعني بالتسويف
((حتي جاء أمر الله))
يعني الموت
((وغركم بالله الغرور))
يعني الشيطان.
وروي عن النبي أنه قال صلي الله عليه وسلم:
(طاعة الشهوة داء وعصيانها دواء)
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
أخاف عليكم اثنين:
اتباع الهوي
وطول الأمل.
فان اتباع الهوي يصد عن الحق
وطول الأمل ينسي الآخرة.
وقال الشاعر:
اذا ما رأيت المرء يقتاده الهوي
فقد ثكلته عند ذاك ثواكله
وقد أشمت الأعداء جهلا بنفسه
وقد وجدت فيه مقالا عواذله
وما يردع النفس اللجوج عن الهوي
من الناس الا حازم الرأي كامله.
بعض العلماء قال في ذم الهوي:
لما أهبط آدم عليه السلام الي الأرض أتاه جبريل علي السلام بثلاثة أشياء:
*الدين *
*العقل*
*حسن الخلق*
فقال:
ان الله يخيرك واحدا من هذه الثلاثة.
فقال آدم عليه السلام :
يا جبريل ما رأيت أحسن من هؤلاء الا في الجنة فمد يده الي العقل فضمه الي نفسه.
فقال لذينك اصعداقالا لانفعل
قال
أتعصياني؟
قالا : لانعصيك ولكنا أمرنا أن نكون مع العقل حيثما كان فصارت الثلاثة لآدم.
*************
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
((لقد سبق الي جنات عدن أقوام ما كانوا بأكثر الناس صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتمارا ولكنهم عقلوا عن الله عز وجل مواعظه فوجلت منه قلوبهم وأطمأنت اليه نفوسهم وخشعت منهم الجوارح ففاقوا بطيب المنزلة وحسن الدرجة عند الناس في الدنيا وعند الله في الآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة