السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
بجد لم اتوقع كل هذا العدد انا و زملائى لما عملنا الجروب
و الحمد لله رب العالمين ان كلنا متفقين على فكرة واحده و كلنا حاسيين بنفس الاحساس دا ...
و الحمد لله ان فى ناس ابتدت تشجع بعض على الانتظام فى الصلاة
و شدنى موضوع جه فى دماغى و ساعات كنت بحسه و بفكر فيه و هو الواحد لو تاب لربنا .. ربنا هيغفرله
بس الواحد بيرجع تانى برضه و يرجع يستغفر ربنا
و قرأت الموضوع دا عالنت و حبيت اننا كلنا نعرفه
*****************************************
الصحابة هم أفضل الأجيال على الإطلاق، جاء ذلك تصريحا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.
والأحاديث في هذا الأمر أكثر من أن تحصى، أحاديث كثيرة جدا، أثبتت الخيرية لهذا الجيل، وأنه أفضل من كل أجيال الأرض، ومع ذلك، فالصحابة بشر، ليسوا معصومين من الخطأ، لا شك أنهم كانوا يخطئون، وأحيانا كانوا يخطئون أخطاء شديدة، بل أحيانا كانوا يخطئون أخطاء كبيرة، بل في بعض الأوقات لا يتخيل الإنسان أن يخطئ الصحابي هذا الخطأ، وكانوا يتوبون من هذه الأخطاء.
لا ضير في ذلك ما دامت الخطيئة ستتبع بتوبة، من خصائص الإنسان أنه يخطئ، لا يوجد إنسان لا يخطئ أبدا، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، وَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرَ لَهُمْ.
طبعا هذه ليست دعوة للذنوب، إنما هي تقريب للواقع، دعوة للتوبة، الواقع الذي خلقه الله عز وجل أن الإنسان لا بد أن يخطئ، والكمال لله عز وجل وحده، والمعصوم هو من عصمه الله عز وجل، وحتى الأنبياء، فإنهم أحيانا يختارون خلاف الأولى، ويُلامون على ذلك من الله عز وجل، وذلك لإثبات بشرية هؤلاء، وإلى هذا المعنى أشار الرسول صلى الله عليه وسلم، قال:
كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ.
سمات التوبة عند الصحابة أنهم لم يكن عندهم قنوط أبدا، مهما عظم الذنب ليس هناك يأس من رحمة الله سبحانه وتعالى أبدا، حجتهم في ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمُ السَّمَاءَ، ثُمَّ تُبْتُمْ لَتَابَ عَلَيْكُمْ.
سبحان الله، وفي رواية:
حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.
ولم يذنب إنسان هذه الذنوب الكبيرة، والضخمة جدا، فكل الذنوب يتوب الله سبحانه وتعالى على الإنسان منها، ما دامت هناك توبة نصوح.
كل هذه السيئات السابقة تبدلت إلى حسنات، بمجرد التوبة، فيبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورا رحيما، وقال ابن عباس: ونزل أيضا قول الله تعالى:
[قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ]
{الزُّمر:53} .
فالإنسان لا يقنط من رحمة الله عز وجل، جعل الله عز وجل التوبة لمن لا نتخيل أبدا أن تقبل توبتهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما:
دعا الله عز وجل إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله، ومن زعم أن المسيح هو ابن الله، ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة، يقول الله عز وجل لهؤلاء:
[أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ]
{المائدة:74} .
فالصحابة ما كانوا يرون ذنبا مهما تعاظم أنه لا تصلح فيه توبة، فلا قنوط أبدا، ما دام في العبد نَفَسا يتردد، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول:
إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبِدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ.
أطلقها صلى الله عليه وسلم: توبة العبد من أي ذنب، ما لم يغرغر، قبل لحظات الموت الأخيرة، أي وقت يتوب الله سبحانه وتعالى على عباده، إن أرادوا أن يتوبوا.
القول إن الصحابة كانوا بشرا يصيبون، ويخطئون، يحسنون، ويسيئون، يذنبون، ويتوبون إلى الله عز وجل، ولكن توبتهم كانت ذات طابع خاص جدا، كانوا يتوبون من قريب، لا يصرون على المعصية، لا يحبون أن يبيتوا على ذنب، وكانوا لا يبررون ذنبا، ولا يجادلون فيه، ولما نُصِحوا في الله قَبِلوا، بل أحبوا، وكيف لا، وقد أرشدهم إلى صلاح الدنيا والآخرة، وكانوا لا يستحقرون ذنبا، ولا يستصغرونه أبدا، يتوبون بسرعة من كل ذنب؛ لأنهم يقدرون الله عز وجل الذي أخطئوا في حقه، كانوا يُكَفّرون عن ذنوبهم بالأعمال الصالحة، يبذلون في سبيل ذلك الغالي، والثمين، صدقة، صيام، صلاة، وعتق الرقاب، ولو أنفق في ذلك ماله كله، فقد كان محو السيئات هدفا واضحا عندهم، وكانوا لا يقنطون أبدا من رحمة الله عز وجل، ولا ييأسون من عفو الله مطلقا، علموا أن لهم ربا، وأن هذا الرب يغفر الذنوب جميعا، إلا أن يشرك به، وأنه سحبانه وتعالى يفرح بتوبتهم، وأنه يناديهم، ويطلب منهم أن يسألوه، إله رحيم، غفور، ودود، سبقت رحمته غضبه، وفتح باب التوبة إلى أن تطلع الشمس من مغربها، رحمة كبيرة جدا، رحمته وسعت كل شيء.
هذا هو الإله الذي عبدوه، وهذا هو الإله الذي نعبده، ولا إله غيره، سبحان الله، التقينا يا إخواني في منظور الصحابة للذنب وللتوبة، ووصلنا إلى ما وصلوا إليه، وغفر لنا ما غفر لهم، وكنا معهم على طريق واحد، ليس في آخره إلا الجنة، نسأل الله عز وجل إقلاعا عن كل ذنب، وندما على كل خطيئة، وعزما على عدم العودة إلى ذنوبنا أبدا، ونسأل الله عز وجل مغفرة تامة لكل سيئاتنا، وأن يلحقنا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في جنات الخلد أجميعن
*******************************************
الحمد لله على رحمته التى وسعت كل شئ
************************************
http://www.islamstory.com/article.php?id=173&gclid=CJ7D_rOL3pkCFVATzAodYztGrw.