قال سعيد بن العاص رضي الله عنه يوصي ابنه :
يا بني لا تمازح الشريف فيحقد عليك ، ولا الدنيء فتهون عليه ( أو فيجترئ عليك ) .
قال معاوية رضي الله عنه وقد أشتهر بحلمه ودهائه :
لقد كنت ألقى الرجل في الجاهلية فيوسِعُني شتماً وأُوسِعُهُ حِلْماً ، فأَرجِعُ وهو لي صديق ، إن اسْتَنْجَدْتُهُ أنْجَدني ، وأثور به فيثورُ معي ، وما وَضَعَ الحِلْمُ عن شريفٍ شَرَفَهُ ، ولا زادَهُ إلا كَرَماً .
وقال : آفةُ الحِلْمِ الذُّلُّ ، ولا يَبْلُغُv الرجلُ مَبْلَغَ الرأيِ حتى يَغْلِبَ حِلْمُهُ جهلَهُ ، وصبرُهُ شهوَتَهُ ، ولا يَبْلُغُ الرجلُ ذلك إلا بقوَّةِ الحِلْمِ .
وقال : كُلُّ النَّاسِv أَستطيعُ أنْ أُرْضِيَهُ إلا حاسدُ نعمةٍ فإنَّهُ لا يُرْضِيَهُ إلا زوالُها .
قال الشاعر :
فما قَتلَ السَّفاهَة مِثْل حـِلْمٍ ...... يعودُ به على الجهلِ الحليمُ
فلا تَسْفَهْ وإنْ مُلِّئْتَ غيظـاً ...... على أَحدٍ فإنَّ الفُحْشَ لَوْمُ
ولا تقْطَعْ أخاً لك عند ذنْبٍ ...... فإنَّ الذَّنْبَ يَغْفِرُهُ الكـريمُ
قال أبو الشعثاء جابر بن زيد : لا تُماكِس ( تساوم ) في شيءٍ يُتَقَرَّبُ به إلى الله .
قال سعيد بن جبير : إن أفضل الخشية أن تخشى الله خشية تحول بينك وبين معصيته ، وتحملك على طاعته ، فتلك هي الخشية النافعة . والذكر طاعة الله فمن أطاع الله فقد ذكره ، ومن لم يطعه فليس بذاكر له ، وإن كثر منه التسبيح وتلاوة القرآن .
قيل له : من أعبد الناس؟ قال : رجل اقترف من الذنوب ، فكلما ذكر ذنبه احتق عمله .
قال سعيد بن المسيب : ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله ، ولا أهانت أنفسها إلا بمعصية الله تعالى .
وقال : كفى بالمرء نصرة من الله له أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله .
وقال : من استغنى بالله افتقر الناس إليه .
وقال : الدنيا نذلة (حقيرة ) وهي إلى كل نذل أميل ، وأنذل منها من أخذها من غير وجهها ووضعها في غير سبيلها .
وقال : من كان فضله أكثر من نقصه ، وُهِبَ نَقْصُهُ لفضلِهِ .
قال عروة بن الزبير : رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزا طويلا .
وقال لبنيه : إذا رأيتم الرجل يعمل الحسنة ، فاعلموا أن لها عنده أخوات ، وإذا رأيتم الرجل يعمل السيئة فاعلموا أن لها عنده أخوات ، فإن الحسنة تدل على أختها ، والسيئة تدل على أختها .
قال طاووس : سمعت علي بن الحسين زين العابدين – وهو ساجد عند الحجر – يقول :
عبيدك بفنائك ..سائلك بفنائك..فقيرك بفنائك . قال طاووس : فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني .
وقال علي بن الحسين : إن الجسد إذا لم يمرض أشر وبطر ، ولا خير في جسد يأشر ويبطر .
كان عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود رحمه الله يرتقي المنبر ويقول:
كم من مستقبلٍ يومًا لا يستكمله، ومنتظرٍ غدًا لا يبلغه، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره
قال عبد الرحمن بن مهدي:
لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدًا ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا) وكانت أوقاته معمورة بالتعبد والأوراد).
يذكر ابن المبارك أن صالح المري كان يقول:
إن ذكر الموت إذا فارقني ساعة فسد علي قلبي
وقيل من أكثر ذكر الموت أُكرم بثلاثة: تعجيل التوبة * وقناعة القلب * ونشاط العبادة
ومن نسي الموت عوجل بثلاثة :تسويف التوبة * وترك الرضا بالكفاف * والتكاسل في العبادة