.أولاً: اعلم متى تطبع القبلة
وتوزع الحب:جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نظرإلى رجل له
ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: 'فهلا واسيت
بينهما؟'، إذًا لاتنسى في المرة القادمة التي تريد أن تقبلفيها أحد
أبنائك أو تضمه إلى صدرك،وتعطف عليه بالحب والحنان، ولا تنسى أنعليك أن
تفعل ذلك في وقت لا يلحظك فيه أبناؤك الآخرون، وإلا فإن عليك أنتواسي بين
أبنائك في توزيع القبلات، ويعني ذلك إذا قبلت أحد أبنائك فيحضور إخوانه
الصغار حينئذ لا بد أن تلتفت إليهم وتقبلهم أيضًا وإن لم تفعلبالخصوص, إذا
كنت تكثر من تقبيل أحد أبنائك دون إخوانه, فكن على علم أنكبعملك هذا
تكون قد زرعت بذور الحسد وسقيت شجرة العدوان بينهم لذلك يقولصلى الله
عليه وسلم ـ: 'اعدلوا بين أولادكم، كما تحبون أن يعدلوا بينكم فيالبر واللطف'.
رابعًا: بيِّن أهمية الأخ لأخيه:إذا كنت ترغب أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليكإلا أن تبين
أهمية الأخ لأخيه وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلهاالإخوان لبعضهم البعض.
وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التي توضح تلك الأهمية التييكتسبها
الأخ من أخيه إذًا فالأخ هو الساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلكأيضًا في
قصة موسى حينما قال: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي [29] هَارُونَ
أَخِي
[30] اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي [31] وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طـه:29 ـ 32].
بهذه الطريقة تكون قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه, وبالتالي تكون قد شددت
أواصر العلاقة والمحبة بينهم.خامسًا: اسقِ شجرة الحب بينهم:
ولكن كيف يتم ذلك؟اسمع تأتيك الإجابة على لسان أحد الآباء:
'لقد رزقني الله عز وجل الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين،وحمدت الله
تعالى كثيراً على ذلك، وكما هو الحال عند كل الأطفال أخذ ولديالأول
يشعرتجاه أخيه كما يشعر الإنسان تجاه منافسيه، وكان ينظر إليهباستغراب
ودهشة وعدم رضا، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول:
لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي
مني؟وبدأ الحسد والغيرة يدبان في نفسه, حتى أنه تسلل إليه وصفعه وهو في
مهده, لقد كانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من
وضع حل ناجحيمنع الأذى عن هذا الرضيع، فكرت
بالأمر مليًا حتى اهتديت إلى فكرة سرعانما حولتها إلى ميدان التطبيق حيث
جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكولاتالطيبة ووضعتها في المهد عند طفلي
الرضيع, ثم جئت بولدي الأكبر، وأفهمتهبالطريقة التي فهمها الأطفال أن
أخاه الصغير يحبه كثيرًا، وقد جاء لهبهدايا حلوة وجميلة ثم أمرته بأن
يأخذها منه فأخذها وهو فرح مسرور.
ومنذ ذلك اليوم لم أترك هذا الموضوع، حيث أوصيت زوجتي أن تقدم لابننا
ما تريد أن تقدمه باسم الابن الصغير.
وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يزداد حبًا لأخيه حتى وصل به الأمر
إلىالبكاء عليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء، وقال له مازحًا: إنني
سأسرق أخاكمنك،والعكس صحيح ... ادفع الكبير إلى أن يقدم الهدية للصغير،
وهكذا اسقِشجرة الحب بينهم.
سادسًا: اقضي على الظلم والحسد بينهم:
ابحث عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلها من
الجذور وازرع مكانها رياحين المودة والإخاء.
ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداء والظلم والحسد.
فلو كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض ويمارسون الظلم وفي صدروهم
يعششالغل والحسد حينئذٍ فلا غرابة إذا لم تجد فيهم الحب والود
والإخاء.
مثال: أحيانًا نجد الأخ الكبير في العائلة يصبح مستبدًا إلى آخر حد
يقومبأحكام سيطرته الحديدية على أخواته مكسورات الجناح وكأنه سلطان
جائر.
هنا لابد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم وإلا فالأبناء كلهمسيصبحون على
شاكلة أخيهم الكبير لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفرادالأسرة وحوشًا ضارية تضطر الكبير
أن يستضعف الذين هم أصغر منه وهكذابالتسلسل حتى آخر طفل.سابعًا: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات:كثيرًا ما يحدث أن يتشاجر طفلان على لعبة معينة ويبدأكل منها يجر
اللعبة، هنا على الأم أو الأب أن يسرع إلى والديه ويحاول أنيرضي أحد
الطرفين بالتنازل ..
مثل أن يقول لهما: ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعة واحدًا
بعد واحد'. [ترانيم النفس عالم بلا مشاكل].
ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد؟!
1ـ إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذى جسدي فعليك أن تتدخل فورًا
حتى تمنع الخطر.
2ـ بعد تحقق الهدوء حاول أن تقضي وقتًا قصيرًا في الاستماع إلى كيف
بدأت المعركة.
3ـ إذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات في النزاع فلا حاجة إلىالمسارعة
للتدخل وحل النزاع، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعاتوالخلافات, فهم يتعلمون منها
أمورًا كثيرة ويفرغون طاقاتهم.
4ـ تذكر أن الخلاف بين الأولاد ليس كله ضارًا وليس بالسوء الذي يبدو
للكبار.
5ـ حاول ألا تنحاز مع أحد الأولاد ضد الآخر، أشعر الكبير أن عليه أن يعطفعلى أخيه
الصغير واطلب منه أن يخبرك فورًا إذا كان قد حاول الصبر ولميتمالك نفسه.
6ـ ساعد الصغير على أن يحترم الكبير وألا يحاول إزعاج الولد الأكبر
فينتقم منه.
7ـ لا تسرع بمعاقبة المذنب فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والانتقام.
8ـ لا تقارن الواحد منهم بالآخر فتقول لأحدهم: إن أخاك كان أفضل منك
عندما كان في سنك.
9ـ أفضل طريقة لامتصاص ثورة الشجار أن تدفعهم فورًا إلى عمل إيجابي
كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه.
10ـ على الأم المحافظة على هدوئها قدر الإمكان أثناء غضب ابنها أو
مشاجرته مع إخوته.
11ـ على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة فيقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه
الأمور أمام الأبناء.
12ـ لا تدع ابنك يذوق حلاوة الانتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر باكيًا
من أجلها.